18/02/2012
المخاوف من الأسهم العالمية تصعد بالذهب
حققت أسعار الذهب أمس أول مكاسب أسبوعية في ثلاثة أسابيع، إذ أدى تزايد الثقة بالتوصل إلى اتفاق قريبا بين القادة الأوروبيين واليونان بشأن خطة إنقاذ ثانية لعزوف المستثمرين عن العملات قليلة المخاطر والعائد.
وصعد سعر الذهب في السوق الفورية 0.2 في المائة إلى 1731.54 دولار للأوقية، في طريقه لتسجيل زيادة بمقدار 0.7 في المائة هذا الأسبوع في أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية كانون الثاني (يناير).
ويؤكد وليد العبد الهادي - محلل اقتصادي - أن المخاوف من جني الأرباح في أسواق الأسهم العالمية وخاصة الأمريكية اتجهت بالمستثمرين للشراء بالذهب والتحوط في المعدن النفيس. ويضيف أن تذبذب الذهب في الأيام الماضية جاء بضغط من أزمة منطقة اليورو وخاصة ديون اليونان، وتلميح الصين في شراء سندات منطقة اليورو.
وكان البلاتين صاحب أفضل أداء بين المعادن النفيسة أمس إذ ارتفع 0.85 في المائة ليجري تداوله عند 1632 دولارا للأوقية. واقتفت الفضة أثر الذهب لتصعد 0.2 في المائة إلى 33.54 دولار للأوقية. وزاد البلاديوم 0.3 في المائة إلى 693.50 دولار.
وعزا العبد الهادي الارتفاع في الذهب إلى تراجع الشهية في سوق الأسهم العالمية وخاصة الأمريكية بعد ارتفاع مؤشر داو جونز إلى مستوى تاريخي (13000 نقطة)، ما يثير المخاوف لدى المستثمر من عمليات جني أرباح واتجاهه للمعدن النفيس للتحوط.
وأشار إلى أن الصين تقوم بعملية "إدارة السيولة" وذلك بتخفيف أرصدتها النقدية من الدولار بشراء الذهب، وخاصة بعد ارتفاع الدولار في الأسابيع الماضية، وتعتبر الصين من أكثر مشتري سندات الخزانة الأمريكية، إضافة إلى أن بكين تنوي شراء سندات اليورو.
ونقلت صحيفة فاينانشيال تايمز أمس عن مسؤول بارز في مجلس الذهب العالمي قوله إن البنك المركزي الصيني اشترى كميات كبيرة من الذهب في الأشهر الأخيرة من عام 2011 ما أدى إلى ارتفاع في واردات البلاد من المعدن النفيس.
وقال ماركوس جراب مدير الاستثمار في مجلس الذهب العالمي - وهو اتحاد لقطاعات تعدين الذهب في العالم - إن مشتريات بنك الشعب الصيني يمكن أن تفسر الفجوة الكبيرة بين واردات الصين من الذهب وتقديرات المجلس لطلب المستهلكين على المعدن.
وأضاف "هناك اختلاف واضح في بيانات الواردات... التفسير الواضح هو أن البنك المركزي دخل مشتريا". وفي الأسبوع الماضي أظهرت بيانات رسمية من هونج كونج أن شحناتها من الذهب للوطن الأم في عام 2011 نمت بأكثر من ثلاثة أمثالها عن العام السابق ما يؤكد تنامي إقبال الصين على شراء المعدن على الرغم من انخفاض حاد في كانون الأول (ديسمبر).
وقال جراب "في الأجل القصير نحن نعلم أن البنك المركزي الصيني والبنوك المركزية الآسيوية ذات الاحتياطيات الكبيرة بالعملة الأجنبية تزيد ما بحوزتها من الذهب". وتفيد تقديرات المجلس العالمي للذهب أن الصين هي سادس أكبر مالك لاحتياطيات الذهب في العالم.