13/02/2009
السوق السعودية تقتدي بـ «داو جونز» وتشهد فترة تجميع احترافية
أقفلت سوق الأسهم السعودية تداولاتها في آخر أيام الأسبوع بانخفاض قدره 53 نقطة لتغلق عند مستويات 4847 نقطة وبقيمة تداول جيدة قدرها 6,28 مليارات ريال. وشهدت السوق موجة انخفاض حادة في بداية التداول وصل فيها المؤشر إلى مستويات دعم يومية متدنية وكسرت معها حاجز 4800 حيث لامست 4788 نقطة ومنها عاودت الانطلاق مقلصة تلك الخسائر إلى أكثر من النصف تقريبا. وقد شهدت السوق نشاطا تصاعديا جيدا خلال أيام الأسبوع وصلت فيها إلى نقطة 4975 نقطة ما لبثت أن تهاوت منها وبدا واضحا ضعف الموجة الصاعدة ووصولها إلى درجة الإنهاك عند تلك المستويات. كما يلاحظ خلال الفترة الأخيرة اقتداء إقفالات سوق الأسهم السعودية بأسواق الأسهم الأمريكية خصوصا مؤشر داوجونز، والذي أقفل عشية التصويت على خطة أوباما للإنعاش الاقتصادي من الكونغرس الأمريكي والذي وافق عليها بعد إجراء تعديلات عديدة إلا أنه لم يبد واضحا أن مؤشر داو جونز تفاعل مع ذلك الاتفاق، بل حدث العكس وهبط هبوطا حادا وصل إلى 360 نقطة. وهو ما انعكس على تداولات الأربعاء في سوق الأسهم السعودية وتهاوى المؤشر بالصفة التي أشرنا إليها وكأنه يحذو حذو داو جونز وقد يكون ذلك السلوك هو فرصة للتشبث بأخبار أمريكا إلى حين ظهور أخبار محلية ومؤشرات قوية تستطيع من وجهة نظر الصناع أن تتفاعل مع توجهات المؤشر المقبلة.
ومن الجدير بالملاحظة أيضا، أن الفترة التي مكث فيها المؤشر في مستويات 4000 نقطة التي لم تعد قصيرة هو ماقد يبعث على اليقين أن هذا المستوى هو القاع الحقيقي للسوق وأن بقاءه بمثل هذه الفترة وبذبذبات ضيقة طيلة أسابيع ممتدة من نوفمبر الماضي تبين أن السوق تشهد فترة تجميع احترافية وترمي إلى زرع المخاوف من ركود طويل المدى في سوق الأسهم السعودية، فيما يمكن أن تباغت السوق صغار المتداولين وترتفع ارتفاعات مفاجئة تجعل من الصعب الحصول على الأسهم بمثل هذه المستويات من الأسعار.
ومن الأوضاع التي يرمي إليها الصناع أيضا ضمن سلوكهم هذا الذي ينطوي تحت أنماط مختلفة من الحيرة هو زيادة كميات الحذر لدى صغار المتداولين وزرع التفاؤل التدريجي لديهم مع كل ارتفاع يتحقق حتى تصل مستويات التفاؤل ذروتها بالشهور القادمة بعد أن يكون السوق قد وصل لمراحل متشبعة جدا من الشراء لتبدأ بعدها موجات متتالية من تفريغ المحافظ بأسعار مرتفعة. وهذا في الحقيقة هو السلوك المعتاد في كافة أسواق المال والأسهم ويأخذ في العادة أشكالا وتكتيكات مختلفة.
الوضع من الناحية الفنية وعلى ضوء إغلاق الأربعاء يبدو مواتيا للعودة مجددا إلى مستويات 4975 وربما تخطيها وقد نشاهد اختراقا لحاجز 5000 نقطة ألا أن الأوضاع بالرغم من ذلك تبدو غير مطمئنة وما سيحدث هو مجرد اختبار لقمة جديدة يعقبها عودة لنقاط دعم قد تصل إلى مستويات 4570 نقطة والتي يمكن اعتبارها نقطة انطلاق قوية لعمل اختراق آخر لحاجز الخمسة آلاف نقطة.
وفي أغلب الأحوال فإن المؤشر بالرغم من إقفاله فوق مستويات 4840 نقطة لكن ذلك الإقفال لم يبدو مطمئنا بصورة كافية وسواء اخترق المؤشر حاجز الخمسة آلاف نقطة أم لم يخترقها فإن احتمالات العودة لمناطق الدعم الموضحة أدناه هي الأغلب والأرجح وبالله التوفيق.