16/01/2009
مع قرب إعلان نتائج الشركات القيادية
مع قرب الإعلان عن نتائج الشركات القيادية وعلى رأسها سابك وأسهم القطاع المصرفي أغلقت السوق يوم الأربعاء منخفضة بمئة وأربعة وأربعين نقطة، فيما سجلت شركات مضاربية كثيرة نسبا دنيا ومنها بطبيعة الحال أسهم من قطاع التأمين الذي ارتفع ارتفاعا حادا خلال فترة الصعود التي شهدتها السوق مؤخرا. ومع سلبية ذلك الإغلاق الذي بدا واضحا سيطرة الحالة التشاؤمية عليه إلا أن شراء في بعض الأسهم المؤثرة بالسوق لوحظ بكثافة وخصوصا تلك التي وعدت بتوزيعات نقدية الأمر الذي يعيد الاطمئنان إلى أن الانخفاض الذي حدث ربما يكون استباقا لما قد يظهر من انخفاض في نمو الأرباح مثلما ظهر في نتائج الكثير من الشركات التي أعلنت عن نتائجها مؤخرا، ويلاحظ أن انخفاض نمو الأرباح يشمل فقط الفترة الربعية الثالثة من هذا العام بينما المقارنة مع الربع الرابع من العام الماضي أظهر نموا حقيقيا ولصالح هذا الربع عن مثيله من العام السابق. وتعكس الحالة الفنية للسوق سوء الحالة النفسية لما مرت به طيلة الفترة الماضية ولا تعطي كثيرا تصورا واضحا لما قد تسفر عنه تداولات الأسبوع المقبل وإن كانت تميل إلى السلبية بمؤشراتها لكن الاعتماد بصورة مطلقة على تلك المؤشرات لا يعتبر أمرا سليما في أسس التحليل الفني. لكن قد يشهد السوق استمرارا محدودا للانخفاض الذي شهدته السوق خلال الأسبوع المنصرم فلايزال لديه نقاط دعم أصبحت متماسكة في هذا المجال وتبدأ من نقطة دعم 4910 تليها نقاط إلى 4890 ثم 4832 وكسر هذه النقطة ربما يعود بها مجددا إلى مستويات 4532 لكن ذلك يعتمد على نوع وطبيعة الأخبار التي ستصدر من الشركات من خلال إعلان نتائجها لهذا العام والتي يترقبها الكثير من المتعاملين في سوق الأسهم السعودي.
ومن ناحية أخرى قد يكون هذا الهبوط تكتيكيا يحمل في طياته رسائل تخويف غير مبررة من المحافظ الكبيرة لأبعاد المحافظ الصغيرة من الشراء بمثل هذه المستويات. ولمن يريد أن يعتمد على هذا التكتيك أن يختار الأسهم الاستثمارية ذات العوائد المجزية والمكررات المنخفضة والتي تقلل كثيرا من مخاطر أي هبوط أو انهيار، فلازالت الكثير من الشركات تحتفظ بمستويات أداء عالية تجسد إمكاناتها من قدرتها على استمرارها بتحقيق أرباح ونمو متواصل لهذا العام والأعوام المقبلة.
سابك من جهتها ورغم المخاوف الكبيرة التي تحيط بنتائجها التي يتوقع الكثير أن تنخفض عن الربع السابق إلا أنها وفي كل الأحوال ستحقق أرباحا قياسية وتاريخية ولأول مرة في تاريخها حيث يتوقع أن تحقق أرباحا لا تقل عن مستويات 24 مليار ريال للعام 2008 وهو ما يزيد على مستويات أرباح العام 2007 لذلك فإن زيادة المخاوف يعتبر أمرا في غير محله كذلك القطاع المصرفي الذي تسربت أخبار شبه مؤكدة تؤكد تحقيق نتائج جيدة بالرغم من أزمة الاقتصاد العالمي والأزمة المالية المصرفية التي طالت معظم بنوك العالم إلا أن البنوك الوطنية قد تفاجئ الجميع بأرباح غير متوقعة وتعلن عن نتائج باهرة.
هذا الأسبوع يحمل الكثير في طياته من المفاجآت وأعتقد أن الخير آت.