08/12/2014
الأسواق تواجه وفرة في المعروض
التوتر الأمريكي - الروسي يؤثر في أسعار النفط ويزيد قلق المستثمرين
عامل فى حقل نفط عراقي. «رويترز»
قال مختصون نفطيون إن أسعار الخام التي جاءت متدنية خلال الأسبوع الماضي ستستمر على الأرجح في تراجعها هذا الأسبوع قرب أدنى مستوياتهما في خمس سنوات.
وأشاروا إلى أن تعاملات السوق تتأثر باستمرار تصاعد الخلاف الروسي الأمريكي على خلفية الأزمة الأوكرانية ، كما تتعرض لضغوط ليست جيوسياسية أبرزها وفرة المعروض الناتجة عن طفرة الإنتاج في مجال النفط الصخري الأمريكي في الوقت، الذي قررت فيه منظمة أوبك نهاية الشهر الماضي عدم خفض الإنتاج.
ويقول لـ"الاقتصادية" الدكتور إبراهيم عزت المستثمر ورجل الأعمال، إن التحديات التى يواجهها سوق النفط في المرحلة الحالية كبيرة متوقعاً أن تصمد الاقتصاديات القوية وعلى رأسها السعودية ودول الخليج أمام هذه التحديات، بينما ستدفع دول أخرى فاتورة باهظة من ميزانياتها ومن قدرتها على النمو والوفاء بالالتزامات المالية.
وأضاف أن التراجع الحاد لأسعار النفط بنسبة 40 في المائة منذ حزيران (يونيو) الماضى يؤثر سلبا في اقتصاد بلد مثل إيران يشكل صادرات النفط فيه أكثر من 50 في المائة من دخلها، لذا تم التفكير في تقليل الاعتماد على إيرادات النفط في الموازنة الجديدة.
فيما أوضح إيجور ياكوفلف المحلل الروسي أن الوضع في سوق النفط يزداد تأزما خاصة مع توتر العلاقات السياسية الأمريكية الروسية، مشيرا إلى قرار الكونجرس الأمريكي هذا الأسبوع بشأن الطلب من الرئيس باراك أوباما تشديد العقوبات على روسيا.
وشدد على ضرورة عدم خلط الصراعات السياسية بأوضاع الاقتصاد، خاصة سوق الطاقة، الذى يمثل أمرا حيويا للاقتصاد الدولى لا يمكن التلاعب به، مشيرا إلى أن الاقتصاد الروسى سيواجه تباطؤا في أوائل 2015 بسبب التراجع الحاد لأسعار النفط، موضحا أن الميزانية الروسية تعتمد على أسعار مرتفعة للنفط في حدود المائة دولار.
وأضاف ياكوفلف أن موسكو تتجه للتوسع في المنتجات النفطية بهدف مواجهة أزمة تراجع الأسعار إلى جانب تكثيف التعاون والحوار مع كل المنتجين من أجل الحفاظ على استقرار السوق.
وقال المحلل الروسى إن المتغيرات الاقتصادية فرضت على دول العالم استبدال تصدير الخام بالتوسع في الصناعات النفطية، لأنها توفر فرص عمل، وهو ما يقلل أعباء الاقتصاد إلى جانب ضرورة التوسع في الاعتماد على الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أن ألمانيا على سبيل المثال، التي تعد أكبر اقتصاد أوروبي ترفع شعار "طاقة متجددة حتى 2050"، لافتاً إلى أن الصراعات السياسية أثرت بشدة في معدلات التنمية في قطاع النفط، معتبراً أن السياسة والاقتصاد والطاقة بشكل خاص شيء واحد لا يمكن الفصل بينها.
من جانبها، تقول ين بيتش المحللة الفيتنامية إن انخفاض الأسعار أثر سلبيا في اقتصاديات كل الدول المنتجة، ولكن بدرجات متفاوتة وعلى جميع المنتجين مواجهة الأزمات بآليات قوية وفعالة تخفف من آثار تلك الأزمات لأن الصورة المستقبلية أيضا تحمل الكثير من المخاوف على وضع الاقتصاد الدولي عامة وعلى منتجي النفط بصفة خاصة.
وأضافت أنه يكفي أن نرصد أن دولة نفطية كبيرة مثل الكويت تراجع فيها هذا الأسبوع المؤشر العام لسوق الأوراق المالية لأدنى مستوياته منذ أكثر من عام ونصف العام.
وأشارت المحللة الفيتنامية إلى أن مؤشرات السوق في الكويت تتحرك مع أسعار النفط، لذا سيستغرق الأمر وقتا حتى تتوازن السوق مجددا، ويتخلى المستثمرون عن حذرهم الواسع لافتة إلى تضاؤل توقعات المستثمرين بأن يستقر سعر النفط بعد قرار منظمة "أوبك" تثبيت مستويات إنتاجها.
وأوضحت أن تراجع أسعار النفط أثار مخاوف واسعة لدى المستثمرين من استمرار هذه الحالة مما زاد من الحذر والترقب من قبل صناع السوق، مشددة على أن الانخفاض الحاد ليس من مصلحة المنتجين أو المستهلكين ومن الأفضل الحفاظ على استقرار السوق والأسعار العادلة للنفط، والأمر يحتاج لتعاون وتنسيق دولى واسع بين كل القوى في السوق، خاصة بين المنتجين داخل "أوبك" وخارجها.
وذكرت بيتش أنه من الضروري العمل على تقليل الفجوة بين العرض والطلب الحادثة حالية بسبب وفرة النفط المعروض ومحدودية الطلب متوقعة أن منتجي النفط الصخري سينسحبون من السوق في ضوء الأسعار المنخفضة الحالية بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج لديهم، وهو الأمر، الذي ربما يسهم في حدوث تحسن في الأسعار.