أفاد مصدر في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" أمس أن إنتاج السعودية من النفط الخام ارتفع في آب (أغسطس) إلى 10.424 مليون برميل يوميا مقارنة بـ 10.288 مليون برميل يوميا في تموز (يوليو).
وبحسب "رويترز"، ذكر المصدر أن المعروض من الخام السعودي في الشهر المنصرم بلغ 10.467 مليون برميل يوميا مقارنة بـ 10.380 مليون برميل يوميا في تموز (يوليو).
وقد يختلف حجم المعروض في السوق محليا وللتصدير عن حجم الإنتاج تبعا لحركة الخام من مواقع التخزين وإليها.
وأضاف المصدر أن "هذا يعكس حاجات العملاء، ويتماشى مع اتفاق أوبك"، في إشارة إلى الاتفاق بين المنظمة والمستقلين بقيادة روسيا لكبح إنتاج النفط.
وأشار المصدر إلى أن هبوط الإنتاج في تموز (يوليو) يرجع إلى انخفاض في الصادرات السعودية.
وتعهدت "أوبك" وحلفاؤها في اجتماع في الثاني والعشرين والثالث والعشرين من حزيران (يونيو) بالعودة إلى التزام بنسبة 100 في المائة باتفاقهم لخفض مجمل إنتاجهم بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا الذي بدأ سريانه في كانون الثاني (يناير) 2017، بعد استمرار الإنتاج دون المستهدف لأشهر في فنزويلا ودول أخرى قاد مستوى الالتزام إلى أكثر من 160 في المائة.
إلى ذلك، ارتفع إنتاج "أوبك" من النفط خلال الشهر الماضي إلى أعلى مستوى في عام 2018 مع تعافي إنتاج ليبيا وبلوغ صادرات جنوب العراق مستوى قياسيا، على الرغم من أن تقلص الشحنات الإيرانية بسبب العقوبات الأمريكية كبح الزيادة.
وأظهر مسح "رويترز"، أن دول المنظمة البالغ عددها 15 دولة ضخت 32.79 مليون برميل يوميا في الشهر المنصرم، بارتفاع قدره 220 ألف برميل يوميا مقارنة بالقراءة المعدلة لشهر تموز (يوليو).
واتفقت "أوبك" مع حلفاء في حزيران (يونيو) على زيادة الإنتاج في الوقت الذي حث فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المنتجين على تعويض الخسائر التي تسبب فيها تجدد العقوبات على إيران وخفض الأسعار التي بلغت هذا العام 80 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ عام 2014.
وقالت السعودية، التي كانت قد وعدت بزيادة "محسوبة" في إنتاجها، "إن القرار سيترجم إلى زيادة في الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا".
ورغم ذلك، ارتفع مستوى التزام "أوبك" بتخفيضات الإنتاج إلى 120 في المائة في آب (أغسطس) من 117 في المائة في القراءة المعدلة لشهر تموز (يوليو) وفقا لما أظهره المسح، وذلك نظرا لأن الإمدادات الإضافية لم تبدد أثر الخسائر في إيران وتراجع الإنتاج في فنزويلا وأنجولا بالكامل.
وجاءت أكبر زيادة في إمدادات هذا الشهر من ليبيا، التي ما زال إنتاجها متقلبا بسبب الاضطرابات.
وزاد الإنتاج في حقل الشرارة النفطي، وهو الأكبر في البلاد، بعد إعادة تشغيل محطة تحكم كانت قد أغلقت بسبب اختطاف اثنين من العمال، في الوقت الذي ضخت فيه حقول أخرى إمدادات إضافية من الخام.
وجاءت ثاني أكبر زيادة من العراق، حيث بلغت صادرات الجنوب مستوى قياسيا، ما جعل العراق العضو الأقل التزاما بالاتفاق في "أوبك" خلال آب (أغسطس).
ووفقا للمسح، فإن السعودية واصلت خفض الإمدادات في تموز (يوليو) إلى 10.40 مليون برميل يوميا، مضيفا أن "الإنتاج ارتفع إلى 10.48 مليون برميل يوميا في آب (أغسطس)، وهو مستوى ما زال دون المسجل في حزيران (يونيو) عند 10.60 مليون برميل يوميا".
وارتفع إنتاج نيجيريا 30 ألف برميل يوميا، ونيجيريا، شأنها شأن ليبيا، معفاة من اتفاق خفض إمدادات "أوبك" لأن إنتاجها غالبا ما يتعرض لانقطاعات غير مخطط لها بسبب الاضطرابات والصراعات.
ووفقا للمسح، أبقت الكويت والإمارات إنتاجهما مستقرا في الشهر الماضي بعدما زادتا الإمدادات في تموز (يوليو) في أعقاب اتفاق "أوبك".
ومن بين الدول التي انخفض إنتاجها، كان الهبوط الأكبر في إيران بواقع 150 ألف برميل يوميا، وهبطت الصادرات بفعل إحجام الشركات عن الشراء بسبب عودة العقوبات الأمريكية.
وانخفض الإنتاج أيضا في فنزويلا، حيث يعاني قطاع النفط شحا في التمويل بسبب الأزمة الاقتصادية، وأنجولا بسبب التراجع الطبيعي في حقول النفط.
وعلى الرغم من الانخفاض، ارتفع إنتاج "أوبك" في آب (أغسطس) إلى أعلى مستوى منذ أيلول (سبتمبر) 2017، ويعكس هذا جزئيا ضم الكونغو إلى "أوبك" في حزيران (يونيو)، وليس فقط الزيادة من أعضاء "أوبك" القائمين.
وقبل أن تنضم الكونغو إلى المنظمة، أشارت "أوبك" إلى أن الإنتاج المستهدف لعام 2018 عند 32.78 مليون برميل يوميا.
ووفقا للمسح فإن "أوبك" بدون الكونغو ضخت نحو 310 آلاف برميل يوميا دون ذلك المستهدف في آب (أغسطس).
ويهدف المسح إلى تتبع الإمدادات التي يجري ضخها في السوق ويستند إلى بيانات ملاحية تقدمها مصادر خارجية، وبيانات "تومسون رويترز" ومعلومات تقدمها مصادر في شركات النفط و"أوبك" وشركات استشارات.
من جهة أخرى، أظهر استطلاع للرأي أجرته "رويترز" أن محللي أسواق النفط خفضوا توقعاتهم لعام 2018 للمرة الأولى في نحو عام في ظل تنامي المخاوف من أثر التوترات التجارية المتنامية على الطلب على الخام، على الرغم من أن تقلص الإمدادات، خاصة من إيران، سيكبح الخسائر. وتوقع استطلاع للرأي شمل 45 من خبراء الاقتصاد والمحللين أن يبلغ سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في المتوسط 72.71 دولار للبرميل في عام 2018، بانخفاض قدره 16 سنتا عن 72.87 دولار في توقعات استطلاع الرأي الذي أجري في تموز (يوليو).
ويزيد هذا عن 71.96 دولار في المتوسط منذ بداية العام الجاري، ومن المتوقع أن يبلغ السعر 72.58 دولار للبرميل في المتوسط عام 2019.
ومن المتوقع أن تسجل العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 67.13 دولار للبرميل في المتوسط عام 2018، مقارنة بـ 67.32 دولار للبرميل في متوسط توقعات الشهر الماضي و66.40 دولار للبرميل في المتوسط إلى الآن.
وكانت أسعار النفط قد هبطت في ختام تعاملات الأسبوع المنصرم بفعل مخاوف من احتدام الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، على الرغم من أن اقتراب العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية وهبوط إنتاج فنزويلا حالا دون مزيد من الخسائر.
وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 77.64 دولار للبرميل، بانخفاض بلغ 13 سنتا عن سعر التسوية السابقة، فيما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 69.86 دولار للبرميل، بانخفاض بلغ 39 سنتا، وبتراجع قدره 0.58 في المائة. وحذر محللون من أن الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة واقتصادات أخرى كبيرة، خاصة الصين والاتحاد الأوروبي، قد تبدأ في الضغط على النمو الاقتصادي ومن ثم الطلب على الوقود.
وفي ظل تراجع إمدادات فنزويلا بشدة والعقوبات الأمريكية على إيران، التي ستستهدف صادرات طهران النفطية من تشرين الثاني (نوفمبر)، سجلت أسواق الخام في آب (أغسطس) ارتفاعا بأكثر من 4 في المائة في سعر برنت و2 في المائة في سعر خام غرب تكساس الوسيط.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقرير شهري صدر أمس "إن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفع بمقدار 231 ألف برميل يوميا إلى 10.674 مليون برميل يوميا في حزيران (يونيو)، من 10.443 مليون برميل يوميا في أيار (مايو)".
وهذا هو أعلى مستوى شهري لإجمالي إنتاج النفط الأمريكي، وجاءت الزيادة مع صعود الإنتاج في تكساس وخليج المكسيك.