أكد محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن أحدث بيانات المنظمة الخاصة بأوضاع الإنتاج فى الدول الـ 11 المشاركة فى اتفاق خفض الإنتاج تشير إلى تحقيق دول "أوبك" مستوى التزام بالاتفاق بنسبة 94 في المائة في كانون الثاني (يناير) الماضي، في حين بلغت نسبة الالتزام بالاتفاق في الدول غير الأعضاء في "أوبك" – المشاركة أيضا في الاتفاق - نسبة 86 في المائة، مشيرا إلى أن الدول الـ 24 المشاركة في الاتفاق ملتزمة بعملية خفض الإنتاج بشكل موثق من أجل تحقيق مزيد من التحسينات لتوازن السوق وللوصول إلى توافق تام وفي الوقت المناسب لتنفيذ قرارات خفض الإنتاج.
وقال باركيندو – فى أحدث تقارير "أوبك" عن نتائج زيارته إلى بلاده نيجيريا ومشاركته فى مؤتمر نيجيريا للنفط والغاز في العاصمة أبوجا - "إن القرارات المصيرية التي اتخذت العام الماضي هي عناصر أساسية لبلوغ مرحلة الاستقرار المطلوبة في السوق وللتنسيق بين الدول المنتجة للنفط، لأجل تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المنشودين".
وأشار باركيندو – في التقرير – إلى أن قرارات خفض الإنتاج أثرت بالفعل إيجابيا في السوق وهي تعد بداية لشعور أكثر تفاؤلا يسود بين المستثمرين في صناعة النفط العالمية فضلا عن امتداد تأثيره الإيجابي ليشمل الاقتصاد العالمي من خلال تحسين الأداء الاقتصادي بصفة خاصة في بعض الدول الصناعية الرئيسة.
ونوه بأن هذه المؤشرات الإيجابية الموجودة حاليا في السوق ستؤدي إلى أفضل النتائج في الأجلين القصير والمتوسط سواء على مستوى استقرار السوق أو بصفة خاصة فيما يتعلق بتنشيط الاستثمار.
وأضاف التقرير أن باركيندو أكد فيما يخص وضع سوق النفط على المدى الطويل أنه "ليس هناك شك مطلقا في أن النفط الخام سيظل الوقود المفضل للمستهلكين في أغلب دول العالم في المستقبل المنظور"، مشيرا إلى أنه من المتوقع نمو الطلب على النفط إلى أكثر من 109 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2040، بزيادة قدرها 16.4 مليون برميل يوميا مقارنة بعام 2015، مؤكدا أن النفط والغاز سيظلان يلبيان 53 في المائة من إجمالي الطلب على الطاقة الأولية.
وفيما يخص المخزونات النفطية نقل التقرير عن أمين عام "أوبك" تأكيده أن المخاوف من المخزونات بدأت فى الانحسار وأن الشهور المقبلة ستحمل مزيدا من الأخبار السارة في هذا الشأن، مشيرا إلى أن مخزونات الخام العالمية بدأت بالفعل وبشكل جيد تتفاعل وتستجيب مع اتفاق خفض الإنتاج الذي تنفذه "أوبك" بالتعاون مع المنتجين المستقلين.
إلى ذلك عكست أسعار النفط اتجاهها أمس لترتفع بعد أن قال وزير النفط العراقي، إن من المرجح أن تحتاج “أوبك” إلى تمديد تخفيضات إنتاجها إلى النصف الثاني من 2017.
وتتحرك السوق في نطاق ضيق منذ أكثر من 60 يوما بفعل المخاوف من نمو الإنتاج الأمريكي بما قد يبطل أثر اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول على تقليص الإنتاج في النصف الأول من السنة.
وقال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي، إن من المرجح أن يكون من الضروري تمديد تخفيضات الإنتاج إلى النصف الثاني من العام وفقا لتقرير نشرته بلومبرج. وبحسب التقرير فإن العراق مستعد للمشاركة في مثل هذا الجهد.
وعكس خام برنت اتجاهه ليرتفع 17 سنتا للبرميل إلى 56.07 دولار بحلول الساعة 1544 بتوقيت جرينتش. وزاد الخام الأمريكي خمسة سنتات للبرميل إلى 53.38 دولار.
وقال جين مكجيليان مدير أبحاث السوق في ترادشن إنرجي، “أعتقد أن هذا أوقف بعض ضغوط البيع التي فتحنا بها”. لكنه حذر في الوقت نفسه من أن تخفيضات “أوبك” لم تؤثر كثيرا حتى الآن في تخمة مخزونات النفط.
وقال، “فكرة أننا نستطيع تمديدها ستكون داعمة في المدى المتوسط”، مضيفا أنه سيكون من الضروري الحصول على تصريحات من السعودية أكبر منتج في “أوبك” لدفع الأسعار نحو مزيد من الارتفاع.من جانبه، قال بيرت ويكيرنك مدير أنظمة التشغيل في شركة "كيوا" للغاز فى هولندا لـ "الاقتصادية"، "إن اجتماع كبار منتجي النفط في مدينة هيوستن في الولايات المتحدة هذا الأسبوع سيكون على الأرجح مؤثرا في أوضاع السوق خاصة في ضوء تنامي الإنتاج الأمريكي وتزايد أنشطة الحفر على نحو قياسي في مقابل التزام "أوبك" والمنتجين المستقلين بالإسراع في خفض الإنتاج لاستعادة الاستقرار في السوق ولجلب مستويات سعرية ملائمة لإنعاش الاستثمارات مرة أخرى".
وتمنى أن يتوافق كبار منتجي النفط خلال اجتماعهم في الولايات المتحدة على إبطاء وتيرة الإنتاج الأمريكي نسبيا للحفاظ على الأسعار في مستويات متوسطة وجيدة والمساهمة بشكل إيجابي مع "أوبك" والمستقلين في دعم استقرار السوق وليس تقويض تلك الجهود بالعودة إلى السباق الإنتاجي غير المدروس الذي قاد إلى تهاوي الأسعار في النصف الثاني من عام 2014.
من ناحيته، قال أندرياس جيني مدير شركة ماكسويل كوانت للخدمات النفطية لـ "الاقتصادية"، "إن أغلب تقديرات "أوبك" لتطورات السوق تجيء صحيحة نتيجة اهتمامها الكبير والعميق بتحليل المتغيرات المؤثرة في إنتاج الطاقة، وسبق أن راهنت على انكماش الإنتاج الصخري بعد فورة إنتاجه في العامين الماضيين وهي الآن لديها رؤية متكاملة وموضوعية تؤكد فيها انحسار فائض المخزونات وقرب تحقيق التوازن بين العرض والطلب ولديها ثقة كبيرة بنمو الطلب مستقبلا بمعدلات عالية وسريعة، وهذا الأمر تشاركها فيه أغلب الشركات والمؤسسات المالية الدولية".
وأضاف أنه "منذ التوصل إلى اتفاق الجزائر في سبتمبر الماضي والإنتاج الأمريكي عاد إلى الانتعاش من جديد بسبب نمو الأسعار وتجاوز إنتاج النفط الأمريكي أخيرا تسعة ملايين برميل يوميا نتيجة الثقة بتعافي الأسواق ورغبة في تعويض خسائر الانكماش وتجميد الإنتاج في المرحلة السابقة، لكن الأمر لا يزال بعيدا عن التأثير الضخم في السوق أو قيادة السوق نحو حالة تخمة المعروض مجددا".
من جانبه، قال رالف فالتمان المحلل في شركة "إكسبرو" للخدمات النفطية لـ "الاقتصادية"، "إن اجتماع المنتجين فى الولايات المتحدة هذا الأسبوع يأتي في أجواء إيجابية وبعد انتعاشة واسعة في الأسعار تحققت منذ نوفمبر الماضي"، مشيرا إلى أن هذه الأجواء ستنعكس على نتائج الاجتماع وستمكن من التوصل إلى تفاهمات جيدة بين المنتجين التقليديين والجدد لدعم استقرار السوق خاصة أن الجميع لديه رؤية متفائلة لتطورات السوق.
وقال "إن النتائج غير الإيجابية بخصوص وضع خفض الإنتاج في روسيا خلال فبراير الماضي يجب ألا تؤثر كثيرا في السوق خاصة أن روسيا لا تزال في المرحلة التي توفق فيها أوضاعها للوفاء بالتزامات خفض الإنتاج وخلال الأيام القليلة الجارية ومنذ بداية مارس الحالي سارعت روسيا الى إجراء تخفيضات ملموسة لتلافي التأثير السلبي السابق واقترب الإنتاج حاليا من 11 مليون برميل يوميا بانخفاض نحو 200 ألف برميل يوميا".
وخفضت الصين أمس النمو المستهدف للعام إلى 6.5 في المائة مقارنة بـ 6.7 في المائة العام الماضي، وشددت أيضا الضوابط التنظيمية في مسعى للتصدي لقضية التلوث.
وفي الوقت ذاته أظهرت البيانات التي نشرتها وزارة الطاقة الروسية الأسبوع الماضي أن إنتاج شباط (فبراير) الماضي من النفط لم يتغير عن كانون الثاني (يناير) الماضي وظل عند 11.11 مليون برميل يوميا ما ألقى بظلال من الشك على إجراءاتها لكبح الإنتاج ضمن اتفاق مع منتجي الخام العام الماضي.
وتراجعت أسعار النفط في السوق الأوروبية أمس مع تجدد المخاوف بشأن تسارع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة بعد ارتفاع منصات الحفر والتنقيب الأسبوع الماضي لأعلى مستوى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2015 وتكبح الخسائر تصريحات محمد باركيندو الأمين العام لـ "أوبك" حول استجابة المخزونات العالمية لاتفاق خفض الإنتاج.
وتراجع الخام الأمريكي إلى مستوى 53.00 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 53.22 دولار وسجل أعلى مستوى 53.35 دولار، وأدنى مستوى 52.75 دولار.
ونزل خام برنت إلى مستوى 55.60 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 55.81 دولار وسجل أعلى مستوى 55.97 دولار، وأدنى مستوى 55.31 دولار.
وأنهي النفط الخام "تسليم أبريل" تعاملات الجمعة مرتفعا بنسبة 1.2 في المائة، في أول مكسب خلال أربعة أيام، بفعل صعود معظم السلع والمعادن المقومة بالدولار الأمريكي، وصعدت عقود برنت "عقود مايو" بنسبة 1.3 في المائة.
وعلى مدار الأسبوع الماضي فقدت أسعار النفط نسبة 1.5 في المائة، بفعل ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة لمستوى قياسي جديد.
وأعلنت شركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية الجمعة الماضي ارتفاع منصات الحفر في الولايات المتحدة بمقدار سبع منصات، في سابع زيادة أسبوعية على التوالي، لتصل إلى إجمالي 609 منصات، وهو أعلى مستوى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2015.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 52.97 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 53.69 دولار للبرميل فب اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني انخفاض حاد له على التوالي، وإن السلة خسرت نحو دولار واحد مقارنة بآخر تعاملات شهر فبراير الماضي الذي سجلت السلة فيه 53.40 دولار للبرميل".