22/05/2010
تماسك النفط فوق 70 دولاراً يطمئن أعضاء الأوبك أرامكو تعيد هيكلة مشروعات تحويلية بقيمة 113 مليار ريال للاستفادة من الخدمات المشتركة
أسعار النفط في افتتاح أمس
ينهمك المخططون في شركة ارامكو السعودية التي تعد من أكبر شركات النفط بالعالم هذه الأيام في إعادة هيكلة بعض المشروعات في الصناعات التحويلية التي تعتزم الشركة تنفيذها وتشمل إقامة مصاف لتكرير البترول ومعامل للبتروكماويات ومد خطوط الأنابيب والتي قدرت تكاليفها الرأسمالية بحوالي 113 مليار ريال بهدف الاستفادة من الخدمات المشتركة في البنى التحتية التي تقيمها الدولة والتي رصدت لها مبالغ تصل إلى 1.5 تريلون ريال حتى عام 2013م، ما سيفضي إلى تقليل تكاليف هذه المشاريع وتنامي ربحيتها ومردودها الاقتصادي. ونتجت معلومات عن مسؤولين في الشركة تفيد بأن نقل مجمع البتروكماويات التي تعتزم الشركة تنفيذه مع داو كيميكال الأمريكية إلى الجبيل الصناعية بدلا من رأس تنورة يهدف إلى الاستفادة من البنى التحتية التي تنفذها الهيئة الملكية للجبيل وينبع مثل الطرق والكهرباء والماء، ما سيقلل من تكاليف المشروع بنسبة 40% ويرفع من ربحية المشروع ويعزز من جاذبية بقية المشروعات للمستثمرين الأجانب، غير أن نقل المشروع إلى الجبيل الصناعية أدى إلى تأجيل مشروع توسعة مصفاة رأس تنورة وتجميد خطة كانت تهدف إلى توسعة مصفاة «رأس تنورة» لزيادة طاقتها التكريرية بمقدار 400 ألف برميل يومياً. مع أن شركة ارامكو السعودية سبق وأن أسندت عقد الأشغال الهندسية والتصميمات وإدارة المشروع إلى شركة «وورلي بارسونز»، بيد أن الأخيرة سحبت العاملين من المشروع وأوقفت العمل.
كما تجري الشركة إجراءات لإعادة هيكلة مشروع مصفاة جازان التي تعتزم تشييدها بمشاركة القطاع الخاص بتكلفة 26.5 مليار ريال بحيث تنفذ على مرحلتين، الأولى: لمرافق تكرير المنتجات البترولية الأساسية التي ستبنى بصورة سريعة، بينما المرحلة الثانية ستتم إضافة مجمعات لإنتاج المواد البترولية الأخرى مثل الجازولين والمشتقات الأخرى.
وعزا محللون اقتصاديون هذا التوجه إلى محاولة الاستفادة من انخفاض أسعار المواد وبعض الخدمات في ظل الأزمة المالية العالمية لصالح اقتصاديات مشروعات أرامكو العملاقة، كما أن خفض التكاليف الرأسمالية لمشروعات الصناعات التحويلية يعتبر محفزا للشركات الأجنبية للدخول في شراكات مع ارامكو السعودية، سيما وأن بعض شركات النفط العالمية تنظر إلى أن تكاليف مشروعات المصافي والمجمعات البتروكيماوية في السعودية على أنها مرتفعة مقارنة بمثيلاتها في الدول الأخرى وهو عامل ابعد شركة كونوك فليبس عن مشروع مصفاة رابغ وقهقر شركة سينوبك الصينية للدخول في مناقشات رسمية مع شركة أرامكو السعودية بشأن الاستثمار في هذا المشروع العملاق. ويجمع المحللون الاقتصاديون على أن ارامكو السعودية قادرة على تنفيذ المشروعات العملاقة بمفردها لملاءتها المالية ووجود الخبرة الكافية وضمان ربحية هذه المشروعات ما بعث الطمأنينة لدى البنوك والمصارف التي تتسابق لتمويل مثل هذه المشروعات الواعدة مع أن ارامكو السعودية لم تفصح بصورة واضحة عن جدولها الزمني المعلن لتنفيذ هذه المشروعات. وفي شأن ذي صلة ساهم بقاء النفط فوق 70 دولارا طيلة اليومين الماضيين في طمأنة أعضاء الأوبك لمراوحة أسعار النفط في المعدلات السعرية التي يرونها مقبولة لديهم وهي ما بين 70-80 دولارا للبرميل، بعد ما هوت الأسعار في منتصف الأسبوع الفارط إلى أقل مستوى 66 دولارا للبرميل بتأثر من موجة الهبوط التي شهدتها الأسواق العالمية مدفوعة بقلق أزمة الديون في منطقة اليورو وتراجع أداء الاقتصاد العالمي.