13/10/2015
أكدت لـ "الاقتصادية" : أن الطلب سيشهد طفرة قريبا
«توتال»: النفط سيستعيد سعر 75 دولارا قبل نهاية العام
تغيير سقف الإنتاج يحتاج إلى رؤية مستقبلية جيدة وليس تفاعلا بشكل وقتي مع ظروف السوق.
أسامة سليمان من فيينا
واصل النفط الخام أداءه الجيد في الأسواق الدولية، محافظا على مكاسبه مع تنامي الأسعار، واتجاه السوق بقوة نحو استعادة التوازن، وتعويض الخسائر الفادحة التي لحقت بالأسعار على مدار الربع الثالث من العام الجاري.
وارتفعت أسعار النفط مسجلة مستوى هو الأعلى على مدار ثلاثة أشهر ونصف، حيث تلقت دعما كبيرا من عدد من العوامل المهمة، في مقدمتها انخفاض منصات الحفر وتراجع الإنتاج الصخري الأمريكي، وقد ترافق ذلك مع تعثر الدولار الأمريكي، وتراجع أسعار صرفه أمام العملات الرئيسية، ليدعم سعر النفط الذي يرتبط بعلاقة عكسية معه.
كما تلقت السوق دعما أيضا من تصريحات لعلي العمير وزير النفط الكويتي، أكد فيها خروج منتجي النفط أصحاب التكلفة المرتفعة من المنافسة، وهو ما سيقلص المعروض ويدفع بالأسعار، تزامنا مع تصريحات قطرية عن بلوغ السوق المستويات الأدنى في الانخفاض السعري، واتجاه السوق قبل نهاية العام لتعويض خسائره بمستويات سريعة وجيدة.
من جهته، قال لـ "الاقتصادية" ألان ما تيفاود؛ مدير الأبحاث في شركة توتال العالمية للنفط، "إن السوق بدأت مرحلة جيدة من التعافي وتعويض الخسائر السابقة"، معتقدا أن نمو الأسعار سيستمر بشكل جيد ومتوال ما زاد التفاؤل في السوق، خاصة بين المستثمرين والذين عانوا في الفترة السابقة من تجميد المشاريع وتخفيض التكاليف وتسريح العمالة.
وأشار إلى أن طفرة نمو الطلب أصبحت قريبة جدا، وستدعم السوق بشكل واسع مع تحسن المؤشرات والبيانات الاقتصادية في الصين واليابان، مضيفاً أن "القلق على المعروض العالمي بسبب الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط وتقلص الإنتاج في الولايات المتحدة تقود السوق إلى مستويات سعرية ستبلغ بحسب التوقعات نحو 75 دولارا للبرميل قبل نهاية العام الجاري".
وأضاف، أن "الاعتماد على نفط أوبك سيزداد في الفترة المقبلة، وتتسع حصتها السوقية ويتحدث البعض حاليا عن رفع سقف الإنتاج خاصة مع انضمام إندونيسيا مرة أخرى لعضوية المنظمة"، مشيرا إلى أن تغيير سقف الإنتاج يحتاج إلى رؤية مستقبلية جيدة، وهو متوافر في منظمة "أوبك"، وليس تفاعلا بشكل وقتي مع ظروف السوق.
وأوضح، أن "أوبك" حافظت على إنتاج بلغ 30 مليون برميل يوميا خلال نحو عشر سنوات، ولم تتراجع عنه حتى في أصعب الفترات، عندما انهارت الأسعار في حزيران (يونيو) 2014، وهو ما يؤكد قناعتها بأن هذا المستوى المناسب للسوق وللاستثمار والكفيل بتحقيق نمو جيد في صناعة النفط.
من ناحيته، قال لـ "الاقتصادية" مايكل تورونتون؛ المحلل في مبادرة الطاقة الأوروبية، "إن تأكيدات دول الخليج على الاستمرار في الاستثمار على الرغم من الهبوط الحاد للأسعار، يعني أن أصحاب النفط منخفض التكلفة، ستكون لهم اليد العليا في السوق في المرحلة المقبلة، مع حدوث تراجع حاد في الإنتاج الأمريكي وفي بحر الشمال وعديد من المناطق ذات التكلفة المرتفعة".
وأكد تورونتون، وجود طفرة في الصناعات المرتبطة بالنفط خاصة البتروكيماويات، حيث حدث إقبال واسع على شراء أسهمها نتيجة القناعة أن أسعار النفط بدأت مرحلة جيدة من التعافي واستعادة المستويات السعرية المرتفعة.
بدوره، أوضح لـ "الاقتصادية" فرانك يوكنهوفر مدير مشاريع سيمنز العالمية في بلجيكا وهولندا، أن التكنولوجيا الحديثة وموارد الطاقة المتجددة، هما كلمة المرور نحو أداء جيد لاقتصاديات دول العالم وتسارع معدلات النمو مع تأمين الاحتياجات من الطاقة.
وأشار إلى أن الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية، يمكن أن تقدم الكثير في مزيج الطاقة العالمي في السنوات المقبلة بشرط التوسع في الاستثمارات الخاصة بها، وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والتقنيات المتطورة، مشيرا إلى ضرورة أن يجيء ذلك بالتوازي مع تطوير صناعة النفط التقليدية وجعلها أكثر كفاءة وتوافقا مع البيئة وتغير المناخ.
وأشار إلى أن أسعار النفط كسبت نحو 12 في المائة في أسبوع واحد، وهو ما يمثل تأكيدا لتوقعات منظمة أوبك التي تراهن على أن العام المقبل، سيكون أكثر نموا وتحسنا في الأسعار بعد تقلص حالة وفرة المعروض ونمو الطلب. ولفت إلى أن رؤية "أوبك" تدحض توقعات بعض المؤسسات المالية الدولية التي راهنت على انخفاض أكبر في أسعار النفط، ما جعلها تخفض توقعاتها للعام المقبل، إلا أن الحقيقة الدامغة أنه لا يستطيع أحد أن يتنبأ بدقة بالمتغيرات والتطورات المقبلة في الاقتصاد العالمي بشكل عام وفي سوق الطاقة بشكل خاص.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط الخام في السوق الأوروبية يوم الإثنين فوق 50 دولارا للبرميل قرب أعلى مستوى في ثلاثة أشهر ونصف، مع توالي انخفاض منصات الحفر في الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستهلك للخام في العالم، بالتزامن مع هبوط الدولار الأمريكي لأدنى مستوى في ثلاثة أسابيع مقابل سلة من العملات.
وارتفع الخام الأمريكي إلى مستوى 50.05 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 49.55 دولار، وسجل أعلى مستوى 50.11 دولار وأدنى مستوى 49.47 دولار.
وكان النفط الخام الأمريكي قد أنهى تعاملات يوم الجمعة منخفضا بنسبة 0.5 في المائة، بعدما سجل في وقت سابق من التعاملات أعلى مستوى في ثلاثة أشهر ونصف 50.89 دولار للبرميل، لكنه حقق ارتفاعا بنسبة 8.5 في المائة على مدار تعاملات الأسبوع الماضي في ثاني مكاسب أسبوعية على التوالي وبأكبر مكسب أسبوعي منذ منتصف آب (أغسطس) الماضي.
وأعلنت شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية يوم الجمعة الماضي، انخفاض منصات الحفر في الولايات المتحدة بمقدار تسع منصات للأسبوع المنتهي 9 تشرين الأول أكتوبر إلى إجمالي 605 منصات، في سادس انخفاض أسبوعي على التوالي، في علامة سلبية لعملية إنتاج النفط الصخري في البلاد.
وتراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2 في المائة في ثالث خسارة يومية على التوالي مقابل سلة من العملات، مسجلا أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع 94.66 نقطة، في ظل تواصل عمليات بيع العملة الخضراء بعد تلاشي آمال المستثمرين في رفع أسعار الفائدة الأمريكية خلال هذا العام.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 48.80 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي، مقابل 48.10 دولار للبرميل فى اليوم السابق له.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، الإثنين الماضي، "إن سعر السلة التي تضم 12 خاما من إنتاج الدول الأعضاء ارتفع مرة أخرى بعد أن كان قد استقر نسبيا بعد عدة ارتفاعات قياسية متتالية"، مشيرا إلى أن السلة كسبت نحو أربعة دولارات منذ تعاملات مطلع شهر تشرين الأول (أكتوبر) الجاري التي سجلت فيها 44.48 دولار للبرميل.